Admin Admin
عدد المساهمات : 93 نقاط التميز : 6159 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 33
| موضوع: /// ظاهرة العزوف عن الزواج .الأسباب والنتائج /// للـنقــــــــآش, السبت أبريل 24, 2010 2:01 pm | |
| نقلا عن الصحفي والكاتب حسن الأشرف
العزوف عن الزواج...
¤ يقول الله عز وجل: "سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنب ت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون" ويقول في موضع آخر: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيرا ونساء"؛ وهناك آيات قرآنية كريمة أخرى تدل قطعا على أن الزواج سُنة عظيمة من سنن الخالق البارئ في هذا الكون الفسيح تهم جميع الكائنات الحية وجميع العوالم سواء عالم الإنسان أو الحيوان أو النبات. إن الزواج نعمة ربانية لا يعرف مقدارها إلا المتزوجون فهو يحفظ الغريزة الجنسية من الانطلاق بدون قيد، ويضبط الاتصال بين الرجل والمرأة على أساس ميثاق غليظ تحفه شروط معينة ويرنو إلى أهداف نبيلة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق الزواج فقط. وهكذا فالعزوف عن الزواج بالنسبة للرجل الأمر الذي يفضي حتما إلى العنوسة لدى المرأة يمكن اعتباره حياداً عن السبيل السوي والفطرة الإنسانية الطبيعية. وهذه العنوسة صارت ظاهرة ولا يمكن وصف الإعراض عن الزواج إلا بالإعراض عن سنة إلهية عظيمة. ولا يهرب من الزواج سوى عاجز أو فاجر، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي الزوائد: "إنما يمنعك من الزواج عجز أو فجور".
¤ أسباب العزوف عن الزواج: إنها أسباب عديدة تل ك التي تؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج وإلى العنوسة لدى المرأة المسلمة، وهذه الأسباب يمكن تقسيمها إلى أسباب أخلاقية وأسباب اجتماعية واقتصادية وأسباب ثقافية.
¯ بالنسبة للأسباب الأخلاقية، لا أحد منا سينكر الفظائع الأخلاقية التي تشاهد يوميا في شوارعنا ومؤسساتنا وقنواتنا الفضائية ووسائل إعلامنا. لقد صارت الكثير من الفتيات هداهن الله مبتذلات في طريقة لباسهن وفي مشيتهن وكلامهن. إن خروج المرأة حاليا متبرجة ومتعطرة وكاسية عارية لا تضع حسابا لأحد ولا تكترث لكلام واعظ ولا لنصائح أحد، والانحلال الخلقي الذي صار السمة الطاغية على كثير من الفتيات المسلمات من الأسباب الجوهرية المباشرة التي تؤدي إلى عنوسة هذه المرأة ن فسها . فهل من المنطقي وهل من المعقول أن يُقْدم شاب عاقل على الزواج من فتاة لا تخرج إلى الشارع إلا متعطرة عارية الصدر والذراعين والسيقان وكاشفة لشعرها، ونامصة لحواجبها، ومتشبهة بالرجل؟ طبعا لن يقدم على الزواج عليها أي شاب يبحث عن الدين في الفتاة المسلمة، وقد يقبل بها من في قبله زيغ أو مرض أو شبهة.
¯ بالنسبة للأسباب الاجتماعية والاقتصادية فهي كثيرة وهي المهيمنة على باقي الأسباب: مثلا عطالة الشباب آفة اجتماعية خطيرة من أول نتائجها عدم قدرة الشاب الراغب في تأسيس عش هانئ مع زوجته على الزواج، بل إن الشاب العاطل عن العمل إذا ما تزوج سيكون قد ولج مغامرة قد تعصف بحياته الزوجية. والزواج يشترط أولا القدرة على النفقة، لأن تكاليف الزواج وأعباء الحياة ليست باليسيرة أبداً. فكيف لشاب دَرسَ حتى أنهكته سنوات الدراسة وتخرج وحصل على شهادة عليا فلم يجد شغلا قارا وكريما يوفر له أجرا ثابتا أول كل شهر: كيف له أن يدفع المهر ويؤسس عش الزوجية وينفق المال على زو جه حتى لا يعرضها للضيق أو مد اليد لل تسول والذل؟. كما أنه من الأسباب الاجتماعية الأخرى التي تفضي حتما إلى ظاهرة العزوف عن الزواج لدى الشاب ولدى الفتاة معا: ارتفاع مقدار المهور والنفقات وتزايد متطلبات الحياة. إن ارتفاع قدر المهور صار للأسف العميق موضة هذا الزمن، فعند كثير من الناس، ارتفاع المهر دليل على رغبة الزوج في الفتاة وعدم تخليه عنها، بل إن هذه الظاهرة الغريبة أضحت شرطا أساسيا عند بعض الأسر لتزويج بناتها دليلا على رفعتهن وقدرهن، ونسي هؤلاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة" وقوله أيضا: "يمن المرأى خفة مهرها ويسر نكاحها وحسن خلقها وشؤمها غلاء مهرها وعسر نكاحها وسوء خلقها". وما أعظم دلالات هذا النص النبوي الشريف. وفي رأينا، الرفع من قيمة مهر المرأة يشبه المساومة فيها كأنها بضاعة أو سلعة تباع وتشترى. والرجل إن هَمَّ بالزواج فاعترضه شرط المهر المرتفع لا شك أنه سيتراجع إلى الوراء معرضا عن هذا الزواج.
¯ أما الأسباب الثقافية والتربوية فتكمن في بعض الرغبات الشخصية الذاتية مثل رغبة الفتاة المسلمة في استكمال دراستها والزواج عندها عائق في سبيل إتمام دراستها، فكثيرات هن الفتيات الشابات اللواتي انغمسن في أجواء التعليم والتحصيل بغية الحصول على درجة الدكتوراه أو أي درجة علمية رفيعة، فتمر السنون والسنون ولا تشعر الفتاة إلا وقطار الزواج قد سبقها وعوارض العنوسة بدأت تغزو حياتها، فتندم على جميع عروض الزواج التي رفضتها بداعي الدراسة. وكذلك نجد الشاب عاجزا نفسيا على تحمل متطلبات الزواج المادية والمعنوية فيفضل إذ ذاك حياة العزوبة كما يقال. النتائج: إن نتائج العزوف عن الزواج وخيمة جدا على الفرد كما على الجماعة؛ وأخطر هذه النتائج على الإطلاق اندثار نواة الأسرة التي هي الخلية الأساسية في بناء كل مجتمع سليم، فالرجل يفتقد إلى عاطفة الأبوة، والمرأة تصير محرومة من عاطفة الأمومة التي لا تعادلها كنوز الدنيا بأسرها، وهكذا يتعرض المجتمع ككل إلى خطر الضياع والانحلال التدريجي. كما أن العزوف عن الزواج لا غرو أنه يؤدي إلى لجوء الشاب إلى المعاصي والآثام إذ ذاك تنتشر الفواحش ويعم الفساد أوساط الشباب فيهلك المجتمع عن آخره. إن الزواج هو المجال الحلال الوحيد الذي فيه يتم تفريغ الطاقة الجنسية وخارج هذا الإطار، يؤدي الزنا إلى أمراض تعص ى على الشفاء مثل الإيدز وغيره، وهي من نتائج العزوف عن الزواج أيضا
|
| |
|